اخر الأخبار

السبت، 15 ديسمبر 2018

الخميس، 6 ديسمبر 2018

ديسمبر 06, 2018

حقوق الوالدين على الابناء





حقوق الوالدين على الابناء

حقوق الوالدين
إنّ للوالدين حقّاً عظيماً على أبنائهم، فهما من قاما بتربيتهم، ورعايتهم، والإنفاق عليهم،
والأمّ هي من سهرت الليالي الطوال من أجل راحة أبنائها، ومن تعبت في تربيتهم،
ومن كانت تفضّلهم حتّى على نفسها، والأمّ هي الوحيدة التي قد تنسى الدّعاء لنفسها
على ان تقوم بالدّعاء لأبنائها، وأمّا الأب فهو من يعمل ليلاً ونهاراً، ويسعى بكلّ الدّروب
وشتّى الطرق لتوفير حياة كريمة لأبنائه، ليستطيع أن يعيلهم، ويلبي رغباتهم ومتطلباتهم، وبالتالي كان من الواجب على الأبناء برّهم، وإعطاؤهم حقوقهم.

حقوق الوالدين على الأبناء إنّ من أهمّ حقوق الوالدين على أبنائهما، ما يلي: (1)

طاعة أوامرهما واجتناب معصيتهما: فإنّه من الواجب على الإنسان المسلم أن يطيع والديه، وأن يقوم بتقديم طاعتهما على طاعة أيّ كان من البشر، وذلك في حال لم يأمراه بأمر فيه معصية لله ورسوله - صلّى الله عليه وسلّم - إلا في حالة الزّوجة؛ فإنّها تقدّم

على طاعة والديها طاعة زوجها.

الإحسان إليهما: وذلك عن طريق القول والفعل، وفي أوجه الإحسان المختلفة جميعها.


خفض الجناح: وذلك من خلال التذلل لهما، والتّواضع أمامهما، وطمأنتهما.

الابتعاد عن زجرهما: وذلك من خلال الكلام معهما بلين، والتلطف عند مخاطبتهما، والحذر من نهرهما، أو رفع الصّوت عليهما.

الإصغاء إليهما: وذلك عن طريق مقابلتهما ببشاشة عند تحدثهما، وعدم مقاطعة

حديثهما، والحذر من اتهامهما بالكذب، أو ردّ حديثهما.

الفرح بأوامرهما: وعدم التضجّر والتأفف في وجههما، وذلك لقوله تعالى:

(فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا) سورة الإسراء،23 .

التطلق لهما: وذلك من خلال مقابلتهما بالوجه البشوش والتّرحاب بهما، والابتعاد عن العبوس وتقطيب الجبين والحاجبين.

التودد لهما والتحبّب إليهما: مثل البدأ بالسلام عليهما، وتقبيل أيديهما ورأسيهما،

والإفساح لهما في المجالس، وعدم الأكل من الطعام قبلهما، والمشي خلفهما في النّهار وأمامها في الليل، خاصّةً إذا كان الطريق مظلماً أو وعراً.

الجلوس أمامهما بكلّ أدب واحترام: وذلك من خلال الجلوس بجلسة مناسبة، والابتعاد عمّا يمكن أن يشعرهما بالإهانة بأيّ شكل من الأشكال، مثل مدّ الرّجلين، أو

رفع الصّوت بالقهقهة في حضرتهما، أو الاضطجاع، أو التعرّي، أو عمل أيّ شيء من المنكرات أمامهما، أو غير هذه الأمور ممّا يُنافي كمال الأدب معهما.

تجنّب التمنّن عليهما: وذلك أنّ المنّة تهدم كلّ صنائع المعروف، وهي كذلك

من مساوئ الأخلاق، وهي تزداد قبحاً عندما تكون في حقّ الوالدين.

تقديم حقّ الأم: فعلى المسلم أن يقدّم برّ الأم، والإحسان إليها، والعطف عليها، على برّ الأب والإحسان إليه، وذلك لما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال:

(جاء رجلٌ إلى رسولِ اللهِ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ - فقال: مَن أَحَقُّ الناسِ

بحُسنِ صحابتي؟ قال: أمُّك، قال: ثمّ من؟ قال: ثمّ أمُّكَ، قال: ثمّ من؟ قال: ثمّ أمُّكَ، قال: ثمّ من؟ قال: ثمّ أبوك) رواه مسلم .

تجنّب الشّجار أو إثارة الجدل أمامهما: وذلك من خلال الحرص على حلّ المشكلات العائليّة بعيداً عن أعينهما.

تلبية ندائهما بسرعة: سواءً أكان الإنسان مشغولاً أم غير مشغول، فإنّه من

اللائق بالولد أن يجيب والديه في حال سماعه لندائهما.

إصلاح ذات البين إذا فسدت بين الوالدين: فإنّه يجدر بالأبناء أن يقوموا بذلك

لإصلاح ذات البين إذا فسدت بين الوالدين، وأن يحرصوا على أن يقرّبوا

وجهات النّظر بينهما في حال اختلفا.

الاستئذان في حال الدّخول عليهما: فربّما كانا في حالة لا يرغبان أن يراهما أحد

عليها.

تذكيرهما بالله دائماً: وذلك من خلال تعليمهما كلّ ما يجهلانه من أمور الدّين،

وأمرهما بعمل المعروف، ونهيهما عن عمل المنكر، ويجب أن يراعى أن يكون ذلك بمنتهى اللطف، والإشفاق، والشّفافية، والصّبر عليهما في حال لم يقبلا ذلك.

الاستئذان منهما، والاستنارة برأيهما: وذلك في كلّ أمور الحياة، مثل: الذّهاب مع الأصحاب في رحلة، أو السّفر إلى خارج البلاد للدراسة ونحوها، أو الذّهاب للجهاد،

أو في حال الخروج من المنزل والسّكن خارجه، فإن أعطياه الإذن وإلا فإنّه يترك

هذا الأمر، خاصّةً إذا كان رأيهما أصحّ، أو صدر عن علم أو إدراك.

الحفاظ على سمعتهما: وذلك من خلال الاختلاط بالصحبة الصّالحة، والابتعاد

عمّا سوا ذلك، وتجنّب أماكن الشّبهات.

الابتعاد عن لومهما أو تقريعهما: وذلك في حال صدر منهما أيّ عمل لا يرضي

ابنهما، مثل تقصيرهما في التّربية، أو تذكيرهما بأمور لا يحبّان سماعها.

عمل الأمور التي تدخل السّعادة على قلبيهما: مثل رعاية الإخوة، أو صلة الأرحام، أو عمل الإصلاحات في المنزل أو المزرعة، أو المبادرة بإعطائهما الهدايا، أو غير ذلك

ممّا يدخل الفرح والسّرور على قلبيهما.

فهم طبيعتهما والتعامل نعهما بما يقتضيه ذلك: ففي حال كان واحد منهما غضوباً

أو فظّاً، أو كان لديه أيّ صفة من الصّفات التي لا يحبّذ وجودها في الإنسان،

كان الأجدر بالابن أن يتفهّم طبيعتهما، ويتعامل معهما كما ينبغي.

الإكثار من الدّعاء والاستغفار لهما في حياتهما: وذلك لقوله سبحانه وتعالى:"

(وَقُلْ رَبِّي ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) سورة الإسراء،24 ، وقوله تعالى:

(رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ) سورة نوح، 28 .

برّهما بعد موتهما: وهذا يدلّ على عظم حقّ الوالدين، واتساع رحمة ربّ العالمين،

بأن يكون برّ الوالدين غير منقطع حتّى بعد موتهما، فإذا قصّر الإنسان في أيّ

حقّ من حقوق والديه وهما على قيد الحياة، ندم على تفريطه وتضييعه لذلك

بعد موتهما، وتمنّى عودتهما إلى الحياة الدّنيا، ليعمل لهما صالحاً غير الذي كان يعمل.

أهمية بر الوالدين إنّ لبرّ الوالدين أهميّةً كبيرةً في الإسلام، ويتضح ذلك من خلال ما يلي: (2)

قرن الله سبحانه وتعالى حقّ الوالدين والإحسان إليهما بعبادته، وقرن شكرهما بشكره سبحانه وتعالى، لأنّه هو وحده الخالق، وهو الذي جعل الوالدين السّبب الظاهر

لوجود الولد، وهذا دليل على شدّة وتأكيد حقّهما والإحسان إليهما، وذلك من خلال

القول والفعل، لأنّهما أحبّا الولد وأحسنا إليه حال ضعفه وصغره، وبالتالي يقتضي تأكّد الحقّ ووجوب البرّ بهما، وتحريم أدنى وأقلّ مراتب الأذى لهما، ومن ذلك التضجّر، أو التأفّف من خدمتهما، أو زجرهما بصوت مرتفع، أو نفض اليد عليهما.

كما أنّ حقّ الوالدين قد جاء في آيات كثيرة مقروناً بعبادة الله عزّ وجل،

منها قوله سبحانه وتعالى: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا)

سورة النساء، 36 ، وقوله سبحانه وتعالى: (قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) سورة الأنعام، 151 ، وقوله عزّ وجلّ: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) سورة الإسراء،23 ، وقوله عزّ وجلّ: (أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ) سورة لقمان، 14 .

برّ الوالدين أفضل عند الله من الجهاد، وهو أعلى مراتب الجهاد في سبيل الله تعالى، وذلك لحديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: (جاء رجل إلى النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - يستأذنه في الجهاد، فقال: أحيٌّ والداك؟ قال: نعم، قال: ففيهما فجاهد)،

وفي لفظ لمسلم: (أقبل رجل إلى نبي الله - صلّى الله عليه وسلّم - فقال: أبايعك على الهجرة والجهاد، أبتغي الأجر من الله، قال: فهل من والديك أحدٌ حيٌّ؟ قال: نعم، بل كلاهما، قال: تبتغي الأجر من الله؟ قال: نعم، قال: فارجع إلى والديك فأحسن

صحبتهما).

وقد قال ابن حجر: أي إن كان لك أبوان فبالغ جهدك في برّهما والإحسان إليهما؛

فإنّ ذلك يقوم مقام الجهاد؛ لأنّ المراد هنا بالجهاد في الوالدين هو بذل الوسع،

والطاقة، والجهد في الإحسان إليهما، ولأهميّة هذا الأمر عند العلماء فقد أقرّوا أنّه لا يجوز الخروج للجهاد إلا بعد أخذ إذن الوالدين، وذلك شريطة أن يكونا من المسلمين، والسّبب في ذلك أنّ برّهما فرض عين، بينما الجهاد فرض كفاية، فإن أمر بالجهاد وأصبح فرض عين فلا إذن حين إذن، لأنّ الجهاد أصبح حينها فرضاً على جميع المسلمين.

برّ الوالدين من الاعمال التي تقرّب إلى الجنّة، وهو من أحبّ الأعمال

إلى الله سبحانه وتعالى بعد الصّلاة، والتي تعدّ من أعظم دعائم الإسلام، وذلك

لأنّ النّبي - صلّى الله عليه وسلّم أخبر بذلك ورتّبه بثمّ، والتي تمنح معنى التّرتيب

والمهلة، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:

(سألتُ رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - أيُّ العَمَلِ أفضل؟ قال: الصّلاةُ لوقتها، قال: قلتُ: ثم أيٌّ؟ قال: ثمّ برّ الوالدين، قال: قلت: ثمّ أيٌّ؟ قال: الجهاد في سبيل الله ، حدّثني بهنّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - ولو استزدته لزادني) رواه مسلم .

برّ الوالدين سبب من أسباب رضى الله عزّ وجلّ، فقد ورد

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، عن النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - قال:

(رضى الرّب في رضى الوالد، وسخط الرّب في سخط الوالد) رواه الألباني .

برّ الوالدين سبب من أسباب رضى الله عزّ وجلّ، فقد ورد عن عبد الله بن

عمر رضي الله عنهما، عن النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - قال: (رضى الرّب في رضى الوالد، وسخط الرّب في سخط الوالد) رواه الألباني .

برّ الوالدين سبب من أسباب دخول الجنّة، فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال:

(سمعت رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - يقول: الوالد أوسط أبواب الجنّة،

فإن شئت فأضع ذلك الباب أو احفظه) رواه الترمذي ، وعن معاوية بن جاهمة رضي الله عنهما، أنَّ جاهِمةَ جاءَ إلى النَّبيِّ - صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ - فقالَ: (يا رسولَ اللهِ،

أردتُ أن أغزوَ وقد جئتُ أستشيرُكَ؟ فقالَ: هل لَكَ مِن أمٍّ؟ قالَ: نعَم، قالَ: فالزَمها،

فإنَّ الجنَّةَ تحتَ رِجلَيها) رواه الألباني .

دعوة الرّسول - صلّى الله عليه وسلّم - على من لم يبرّ والديه، فعن

أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:

(رَغِمَ أنْفُهُ، ثمّ رَغم أنفه، ثمّ رغم أنفه، قيل: مَنْ يا رسول الله؟ قال:

من أدرك والديه عند الكبر: أحَدَهُما، أو كليهما، ثمّ لم يدخل الجنّة) رواه مسلم

وقد قال الإمام القرطبي في ذلك: وهذا دعاء مؤكّد على من قصَّر في برّ أبويه،

ويحتمل وجهين: أحدهما: أن يكون معناه: صرعه الله لأنفه فأهلكه، وهذا إنّما يكون

في حقّ من لم يقم بما يجب عليه من برّهما. وثانيهما: أن يكون معناه: أذله الله؛ لأنّ

من ألصق أنفه - الذي هو أشرف أعضاء الوجه - بالتّراب - الذي هو موطئ الأقدام وأخسّ الأشياء - فقد انتهى من الذُّل إلى الغاية القصوى، وهذا يصلح أن يدعى به

على من فرَّط في متأكدات المندوبات، ويصلح لمن فرّط في الواجبات، وهو الظاهر، وتخصيصه عند الكبر بالذكر - وإن كان برّهما واجباً على كلّ حال - إنّما كان ذلك

لشدّة حاجتهما إليه؛ ولضعفهما عن القيام بكثير من مصالحهما، فيبادر الولد اغتنام

فرصة برّهما؛ لئلا تفوته بموتهما، فيندم على ذلك.

وقد بيَّن رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - بماذا يمكن أن يجزي الولد والده، فعن

أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:

(لا يجزي ولدٌ والداً إلا أن يجده مملوكاً فيشتريه فيعتقه) رواه مسلم ،

وعن أبي بردة أنّه شهد ابن عمر رضي الله عنهما، ورجل يمانيّاً يطوف بالبيت، حمل أمه وراء ظهره يقول:

إنّي لها بعيرها المذلل إن أُذعرت ركابها لم أذعر.

ثمّ قال: يا ابن عمر، أتُراني جزيتها؟ قال: لا، ولا بزفرة واحدة.  برّ الوالدين من أقرب الأعمال إلى الله سبحانه وتعالى، وذلك لحديث

ابن عباس رضي الله عنهما، أنّه أتاه رجلٌ فقال:

(إنّي خطبت امرأة فأبت أن تنْكِحَني، وخطبها غيري فأحبّت أن تَنكِحَهُ، فَغِرْتُ عليها فقتلتُها، فهل لي من توبةٍ؟ قال: أُمُّك حيَّةٌ؟ قال: لا، قال: تبْ إلى الله عزّ وجلّ،

وتقرَّب إليه ما استطعت. قال عطاء بن يسار: فذهبت فسألت ابن عباس: لِمَ سألتَهُ عن حياة أمّه؟ فقال: إنّي لا أعلم عملاً أقرب إلى الله تعالى من بِرِّ الوالدة) رواه الألباني .

لين الكلام مع الوالدين من أسباب دخول الجنّة، وذلك لقول ابن عمر رضي الله عنهما لرجل أصاب ذنوباً، وذكرها لابن عمر، فقال له ابن عمر: ليست هذه من الكبائر.

ثمّ قال ابن عمر رضي الله عنهما عن الكبائر: (الكبائر تسع: الإشراك بالله،

وقتل نسمة، والفرار من الزّحف، وقذف المحصنة، وأكل الرّبا، وأكل مال اليتيم،

وإلحاد في المسجد، والذي يستسخر، وبكاء الوالدين من العقوق، قلت: أي والله، قال: أحيّ والدك؟ قلت: عندي أمّي، قال: فوالله لو ألنت لها الكلام، وأطعمتها الطعام، لتدخلنّ الجنّة ما اجتنبت الكبائر) رواه الألباني .

أنواع بر الوالدين بعد موتهما هناك الكثير من أنواع البرّ التي يمكن للإنسان أن يوصل بها والديه بعد موتهما، ومنها: (2)

الإكثار من الاستغفار لهما: وذلك لقوله سبحانه وتعالى في ذكره دعاء إبراهيم: (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ (40) رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ

وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ) سورة إبراهيم، 40-41 .

الدّعاء لهما: وذلك لحديث أبي هريرة رضي الله عنه، أنّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - قال: (إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقةٍ جارية، أو علمٍ يُنتفع به، أو ولدٍ صالح يدعو له) رواه مسلم .

قضاء الدّين عنهما: وذلك لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (نفس المؤمن معلقة بدَينه، حتّى يقضى عنه)

رواه الترمذي ، ولحديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما،

أنّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - قال: (يغفر للشهيد كل شيء إلا الدين) رواه الألباني .

قضاء ما عليهما من النّذور: مثل نذر الصّيام، أو نذر الحجّ أو العمرة،

أو غير ذلك ممّا يمكن النّيابة فيه.

قضاء ما عليهما من الكفّارات: مثل كفّارة اليمين، وكفّارة قتل الخطأ، وغير ذلك،

وذلك لدخول هذه الواجبات في قوله - صلّى الله عليه وسلّم -

في حديث ابن عباس رضي الله عنهما، وفيه: (أنَّ امرأةً رَكِبتِ البَحرَ فنذرَت، إنِ اللهُ تبارَكَ وتعالى أنجاها أن تَصومَ شَهْرًا، فأنجاها اللهُ عزَّ وجلَّ، فلَم تَصُمْ حتَّى ماتَت،

فجاءَتْ قَرابةٌ لَها إمَّا أُختَها أو ابنتَها إلى النَّبيِّ - صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ - فذَكَرَت ذلِكَ لهُ، فقالَ: أرأيتَكِ لَو كانَ علَيها دَينٌ كُنتِ تَقضينَهُ؟ قالَت: نعَم. قال: فدَينُ اللَّهِ أحقُّ أن يُقضَى، فَاقضِ عَن أمِّكِ) رواه الألباني .

قضاء صيام الفرض من رمضان عنهما: وذلك لقوله - صلّى الله عليه وسلّم -

في حديث عائشة رضي الله عنها: (من مات وعليه صيام صام عنه وليُّه)

رواه البخاري .

صلة الرّحم التي لا توصل إلا بهما: وذلك لحديث أبي بردة رضي الله عنه قال:

(قدمْتُ المدينةَ، فأتاني عبدُ اللهِ بنُ عمرَ، فقال: أتدري لم أتيتُكَ؟ قال: قلتُ: لا. قال: سمعتُ رسولَ اللهِ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ - يقولُ: من أَحَبَّ أن يَصِلَ أباهُ في قبرِهِ،

فليَصِلْ إخوانَ أبيهِ بعدَهُ، وإنّهُ كان بينَ أبي عمرَ وبينَ أبيكَ إِخاءٌ ووُدٌّ،

فأحببتُ أن أَصِلَ ذاكَ قال: سمعت رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - يقول: من أحبّ أن يصل أباه في قبره فليصل إخوان أبيه بعده، وإنّه كان بين أبي عمر وبين أبيك

إخاءٌ ووُدٌّ، فأحببت أن أصل ذاك) موارد الظمآن .

إكرام أصدقائهما من بعدهما: وذلك لحديث ابن عمر رضي الله عنهما،

عن النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - أنّه قال: (إنّ أبرَّ البر صلةُ الولدِ أهلَ وُدِّ أبيه "،

رواه مسلم، وإذا كان الإحسان إلى الميت من خلا الإحسان إلى أصدقائه، فالوالد

والوالدة أولى بهذا الإحسان بعد موتهما، وذلك لحديث عائشة رضي الله عنها قالت:"

ما غرتُ على نساءِ النبيِّ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ - إلا على خديجةَ. وإنّي لم أُدركها. قالت: وكان رسولُ اللهِ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ - إذا ذبح الشاةَ فيقول: أرسلوا بها إلى أصدقاءِ خديجةَ، قالت: فأغضبتُه يومًا، فقلتُ: خديجةُ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: إنّي قد رُزِقْتُ حُبَّها) رواه مسلم .

التصدّق عنهما: وذلك لحديث سعد بن عبادة رضي الله عنه، أنّ أمّه توفيت، فقال:

(يا رسولَ اللهِ، إنَّ أمي تُوفيتْ وأنا غائبٌ عنها، أينفعها شيٌء إن تصدَّقتُ بهِ عنها؟

قال: نعم. قال: فإني أُشْهِدُكَ أنَّ حائطي المِخْرَافَ صَدَقَةٌ عليها) رواه البخاري .

الاثنين، 5 نوفمبر 2018

نوفمبر 05, 2018

زيارة إلى كهف أصحاب الكهف بالرقيم بعمان The Cave Sleepers




هذا الموقع في مدينة عمان بالأردن بمنطقة الرقيم، حيث ورد ذكر هذا الموضع في كثير من كتب علماء السير والمعالم، ومنهم الإمام الواقدي وغيره.

مع العلم أن هذا رأي راجح، وتوجد أقوال أخرى كثيرة مثل وجود الكهف بتركيا ودمشق وتونس والقدس وسوى ذلك..

الجمعة، 7 يوليو 2017

يوليو 07, 2017

جزاء تارك الصلاة وشروطها



تارك الصلاة

تعتبر الصلاة الركن الأبرز من بين أركان الإسلام، حيث إنّ المسلم مأمورٌ بأدائها في اليوم والليلة خمس مرات، وقد شدد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي يوحى إليه من ربه بضرورة أداء الصلوات بأوقاتها وعدم التهاون فيها، وتوعّد الله سبحانه وتعالى من يُقصّر فيها خُسراناً في الدنيا والآخرة، أما الفقهاء فقد اختلفوا في حكم تارك الصلاة، وما هو مآله في الدنيا والآخرة، وستبحث هذه المقالة بعد توفيق الله ما ذهب إليه الفقهاء في ذلك، من حيث حكم تارك الصلاة.

تعريف الصَّلاة

 الصّلاة لغةً تعني: الدعاء، وقيل إنّها تعني التّعظيم.[١] أمّا في اصطلاح الفقهاء فإنّ الصلاة هي: أقوال وأفعال مخصوصة، مُفتَتَحةٌ بالتّكبير ومختتمة بالسلام مع وجود النّية ويكون ذلك وفق هيئات معينة وشروط خاصة.[٢]

حكم ترك الصلاة

 اتّفق فقهاء المذاهب الأربعة على أنّ تارك الصلاة جحوداً بها وبفرضيتها يُعتبر كافراً بالله، وبما أُنزل على سيدنا محمد -عليه الصّلاة والسّلام-، لأنّ الصّلاة هي ممّا عُلِم من الدين بالضرورة، وقد ثبتت فرضيتها بالقرآن والسنة ولا يجوز لأحدٍ ترك ما أوجبه الله ورسوله عمداً، فضلاً عن الجحود بفرضيته، ودليل ما ذهب إليه الفقهاء بخصوص كفر تارك الصلاة قول النبي -عليه الصّلاة والسّلام-: (العَهدُ الذي بَينَنا وبَينَهُم الصلاةُ، فمن تَرَكَها فَقَد كَفَرَ)،[٥] إلا أنّ الفقهاء قد اختلفوا فيمن أقرّ بالصّلاة ووجوبها ومشروعيّتها ولم يُنكرها، وبعد ذلك تركها كسلاً لا جحوداً به وبفرضيتها أو استخفافاً بها، وفيما يأتي بيان أقوال كل فريقٍ وأدلته:[٦]
يرى أبو حنيفة وتلاميذه رحمهم الله أنّ تارك الصلاة تكاسلاً لا يُعدُّ كافراً، بل يُحبَس عقوبةً حتى يُصلّي. يرى الإمام الشافعي ومالك رحمهما الله أنّ تارك الصّلاة مع إقراره بفرضيتها لا يُكفّر، ولكن يجب قتله حدّاً بعد أن يُستتاب بأن تُعرَض عليه الصّلاة، فإن رفض الصلاة حتى خرج وقتها قُتل، ويُدفَن في مقابر المسلمين ويرثه ورثته الشرعيون. يرى الإمام أحمد بن حنبل في المشهور عنده أنّ من ترك الصلاة كسلاً يُعتبر كافراً بها، ويجب قتله رِدّةً لا حداً؛ فلا يجوز أن يُدفن في مقابر المسلمين، ولا يجري التوارث بينه وبين ورثته لكفره، وقد نقل إسحق بن راهويه الإجماع على ذلك عند الفقهاء، وقد استدلّ أصحاب هذا القول بما رُوِيَ عن جابر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام-: (بَينَ العَبدِ وبَينَ الكُفرِ تَركُ الصلاةِ)،[٧] واستدلّوا أيضاً بما رواه بريدة -رضي الله عنه- عن النبي -عليه الصّلاة والسّلام- قال: (العَهدُ الذي بَينَنا وبَينَهُم الصلاةُ، فمن تَرَكَها فَقَد كَفَرَ).[٥] ورُوِيَ عن الإمام ابن حزم الظاهري أنّ عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وابن ‏مسعود، ومعاذ بن جبل وغيرهم من الصّحابة ‏‎-‎‏رضوان الله عنهم أجمعين‏‎-‎‏ وابن المبارك، وابن حنبل، ‏وإسحق بن راهويه رحمهم الله جميعاً، وعن سبعة عشر رجلاً من الصّحابة والتّابعين أنّهم يرون ترك الصّلاة عمداً لمن كان ذاكراً لها حتى خروجها عن وقتها فإنّه يُعتبر كافراً مُرتدّاً عن الإسلام.

على من تجب الصّلاة


 تَجِب الصلاة على كل مسلمٍ وفق شروط معينة، أهم تلك الشروط هي:[٨] الإسلام: فإن الصلاة لا تجب على الكافر ولا تُقبل منه، وإن أدّاها وهو كافرٌ لم تجز ولم يؤجر عليها، حيث إنّه ليس من أهل التكاليف. البلوغ: من شروط وجوب الصلاة أن يكون المسلم بالغاً، فلا تجب الصلاة على الصبي الصغير الذي لم يبلغ حتى إن كان مُميِّزاً، ولو أدّاها قُبلت منه لكن لا يُعاقب على تركها، وذلك لكونه ليس من أهل التكاليف، وليس مأموراً بها إلا من باب التعليم والتعويد. العقل: فإن مناط التكليف قائمٌ على العقل، فإن فقد فلا يطلب من المسلم شيءٌ من العبادات؛ لأنه ليس من أهل التكليف، وبالتالي فلا تصحّ الصّلاة من مجنونٍ أو سفيه أو معتوه، أو من فقد عقله لمرضٍ أو غيره، ويدخل في ذلك النائم حتى يُفيق والمغمى عليه، والمريض الذي يُصرع ما دام في صرعه.

شروط صحّة الصَّلاة

يُشترط لكي تُقبل الصّلاة ممن يؤدّيها ووقوعها صحيحةً بعضٌ من الشّروط كالإسلام؛ فلا تُقبل الصلاة من كافر ولو أداها لا تُقبل منه، والعقل فلا تصح الصلاة لغير عاقلٍ كالمجنون أو المعتوه، لكونهما ليسا من أهل التكاليف والتَّمييز؛ فلا تُقبل من صغير إلا أن يكون مُميّزاً، وقد ذُكرت تلك الشروط سابقاً، كما تُشترط لصحة الصلاة شروط أخرى منها: الطّهارة فلا تُقبل الصلاة ممن كان مُحدثاً، ويُشترط إزالة النَّجاسة عن الثياب وموضع السجود، وستر العورة، ودخول وقتها؛ فلا تُقبل خارجه، واستقبال القبلة، وبيان بعض شروطها فيما يأتي:

الطَّهارةُ:
فالطّهارة هي من أهم شروط الصلاة، ويُقصد بها الوضوء أو ما جرى مجراه، والطهارة المُعتَبرة هنا لصحّة الصّلاة وقبولها تنقسم إلى أربعة أقسامٍ، هي الطهارة من الحَدَث؛ وذلك لما رواه عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- عن النبي عليه الصَّلاة والسّلام أنه قال: (لا تُقْبَلُ صَلاةٌ بِغَيرِ طَهْور)،[٩] والقسم الثاني هو طهارة البدن ممّا يصيبه من النجاسة، والقسم الثالث هو طهارة الثّيابِ، والقسم الأخير هو طهارَةُ الموضع الذي سيؤدّي فيه الصّلاة.
العلمُ بدخول الوَقت:
فلا تُقبل الصَّلاةُ لمن أدّاها دون أن يعلم بحقيقة دخول وقتها، حتى لو صادف أداؤه لها وقتها، ويمكن الاستدلال على وقت الصلاة بمجموعة طرق؛ منها: العلم اليقينيّ بدخول وقت الصلاة من خلال الاعتماد على الأدلَّة المحسوسة؛ كأن يستدل بالشّمس مثلاً على وقت صلاة المغرب إذا رآها تغرب، ومن ذلك أيضاً: الاجتهاد المبنيّ على الأدلّة الظنيّة كأن يستدل على وقتها بالظلّ مثلاً، أو بالقياس، أو بالتّقليد.
وقد وضع العلماء أوقات دقيقة للصلوات الخمس طوال السنة، بحيث لا يبحث المسلم عن وقت الصلاة، كما أنّ صوت الأذان يصدح في شتى بقاع الأرض في أوقات الصلوات الخمس

سَتر العورة:
يُشترط على من يريد الصلاة أن يستر عورته المغلظة، والعورة المقصودة هنا هي: ما يجب على المسلم ستره عن النَّظرُ، وحُدودُ العورة للرّجل ما بين السُّرَّةِ والركبة، أما بالنِّسبَة للمَرْأَة فحدود العورة تشمل جميع بدنها ما عدا الوجه والكَفَّين.
استقبالُ القِبلة:
يجب على المسلم أن يستقبل عين الكَعبة إذا وقف للصلاة، وكان بإمكانه رُؤية الكعبة مباشرةً، أو أن يستقبل جهة الكعبة تقريباً إن لم يكن من الممكن له رؤيتها مباشرةً، ويعتمد بذلك على الأدلَّة الظَنيّة.

ادعوا لنا من صالح دعائكم

الخميس، 6 يوليو 2017

يوليو 06, 2017

كيف اتوب توبة نصوحة


 

إن الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنا سيدنا محمداً عبده ورسوله وصفيه من خلقه وخليله، أدى الأمانة وبلغ الرسالة ونصح للأمة، فكشف الله به الغمة، وجاهد فى الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، فاللهم اجزء عنا خير ما جزيت نبيا عن أمته ورسولا عن دعوته ورسالته، وصل اللهم وسلم عليه وعلى آله وأصحابه وأحبابه وأتباعه وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته واقتفى أثره إلأى يوم الدين.
أما بعد: فحياكم الله جميعاً الأخوة الفضلاء، وطبتم وطاب ممشاكم، وتبوأتم جميعاً من الجنة منزلاً، وأسأل الله الحليم الكريم- جلا وعلا – الذى جمعنى مع حضراتكم فى هذا البيت الطيب المبارك على طاعته، أن يجمعنا فى الآخرة مع سيد الدعاة المصطفى فى جنته ودار مقامته، إنه ولى ذلك والقادر عليه.
أحبتى فى الله نحن اليوم على موعد مع التوبة النصوح وكما تعودت حتى لا ينسحب بساط الوقت سريعاً من تحت أقدامنا، فسوف ينتظم حديثى مع حضراتكم فى هذا الموضوع الجليل العظيم فى العناصر المحددة التالية:
أولاً: وجوب التوبة.
ثانياً: فضل التوبة..
ثالثاً: شموس مضيئة فى سماء التوبة..
رابعاً شروط التوبة..
خامساً : عقبات فى طريق التوبة وكيف الخلاص منها..
فأعيرونى القلوب وألأسماع فى هذه اللحظات، والله أسأل أن يتوب على وعليكم، وأن يستر على وعليكم فى الدنيا والآخرة، وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} (18) سورة الزمر
أولاً: وجوب التوبة..
أحبتى الكرام قال الإمام ابن القيم رحمة الله: أكثر الناس لا يعرفون قدر التوبة، ولا حقيقتها فضلا عن القيام بها، علماً وعملاً وحالاً، مع أن التوبة هى حقيقة دين الإسلام، والدين كله داخل فى مسمى التوبة، من أجل ذلك استحق التائب أن يكون حبيب الرحمن – جل وعلا – فأصل التوبة فى اللغة الرجوع يقال: تاب وآب وثاب بمعنى رجع، فالتائب إلى الله هو الراجع عن كل ما يكرهه الله ظاهراً وباطناً، إلى كل ما يحبه الله ظاهراً وباطنا.
ولقد تظاهرت وتضافرت أدلة القرآن والسنة، وإجماع الأمة على وجوب التوبة فى كل لحظة وحين، لأن المسلم لا يخلو من معصية ظاهرة أو باطنة. من أجل ذلك وجب عليه أن يجدد التوبة والأوبة إلى الله بعدد أانفاس حياته حتى يلقى الله – عز وجل – وهو على توبة قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (8) سورة التحريم ويقول الله عز وعلا: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (31) سورة النــور ويقول جل وعلا:
{وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} (11) سورة الحجرات
وفى سنة النبى الأمين كما يقول المصطفى كما فى صحيح مسلم من حديث ابن عمر: "يا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه فإنى أتوب إليه فى اليوم مائة مرة" ([1]) ... هذا نبينا وحبيبنا الذى غفر الله له
ما تقدم من ذنبه وما تأخر، يتوب إلى الله ويستغفر الله فى اليوم مائة مرة.
وفى لفظ البخارى: "فإنى أستغفر الله وأتوب إليه أكثر من سبعين مرة" ([2]) فإن كان المصطفى-
أيها المسلمون أيها الشباب- إن كان المصطفى يتوب فى التوبة إلى رب الأرض والسموات فى اليوم الواحد آلاف المرات، فوالله لا ينفك مسلم عن معصية صغرت أم كبرت، ظاهرة أم باطنة، فنحن نحتاج إلى التوبة بعدد أنفاس حياتنا فى هذه الدنيا. وأبشرك بأن الله تعالى لا يغلق باب التوبة أبداً حتى تبلغ روحك الحلقوم أو حتى تطلع الشمس من مغربها، فتدبر كلام الصادق المصدوق الذى لا ينطق عن الهوى.
ففى صحيح مسلم من حديث أبى موسى أن النبى قال: " إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسىء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسىء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها"([3])
وفى الصحيحين من حديث أبى هريرة أن النبى قال: "ينزل الله – عز وجل- إلى السماء الدنيا" .. ينزلا نزولا يليق بكماله رجلاله فكل ما دار ببالك فالله بخلاف ذلك. {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (5) سورة طـه ، استوى كما أخبر وعلى الوجه الذى أراد، وبالمعنى الذى قال: استواء منزها عن الحلول والانتقال. فلا العرش يحمله ولا الكرسى يسنده، بل العرش وحملته والكرسى وعظمته، الكل محمول بلطف قدرته مقهور بجلال قبضته.
فالأستواء معلوم والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة لا تسأل كيف يتنزل، فإن الله يتنزل كل ليلة إلى السماء الدنيا تنزلا يليق بكماله وجلاله، فكل ما دار ببالك فالله بخلاف ذلك { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} (11) سورة الشورى {لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} (103) سورة الأنعام قال تعالى {فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلّهِ الأَمْثَالَ إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} (74) سورة النحل قال سبحانه {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا} (110) سورة طـه قال جل جلاله {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ} (1 ، 4) سورة الإخلاص أحد فى أسمائه، أحد فى ذاته، أحد فى صفاته، أحد فى أفعاله.
قال أعرف الناس به :" إن الله لا ينام ولا ينبغى له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، ويرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار، وعمل النهار قبل عمل الليل، حجابه النور، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه"([4]) .. ينزل الله عز وجل كل ليلة إلى السماء الدنيا، ويقول سبحانه
وتعالى: " أنا الملك من ذا الذى يدعونى فأستجيب له، من ذا الذى يسألنى فأعطيه، من ذا الذى يستغفرنى فأغفر له" فلا يزال كذلك حتى يصىء الفجر.([5])
فأين أنت؟ تقضى الليل أمام الأفلام الداعرة، أفق أيها المسكين! يا من قضيت العمر أمام المسلسلات والأفلام قم وانتبه! قم فإن الموت يأتى بغتة. المولى جل جلاله ينادى عليك وأنت فى غفلة: أنتبه:

دع عنك ما قد فات فى زمن الصبا
لم ينسها الملكان حين نسيته
والروح منك وديعة أودعتها
وغرور دنياك التى تسعى لها
الليل فاعلم والنهار كلا هما
ذ واذكر ذنوبك وابكها يا مذنب
بل أثبتاه وأنت لاه تلعب
ستردها بالرغم منك وتسلب
دار حقيقتها متاع يذهب
أنفاسنا فيهما تعد وتحسب


الله جل جلاله ينادى عليك فيقول: " أنا الملك من ذا الذى يدعونى فأستجيب له، من ذا الذى يسألنى فأعطيه، من ذا الذى يستغفرنى فأغفر له فلا يزال كذلك حتى يضىء الفجر". .
وفى الصحيحين من حديث أبى هريرة – – أن النبى قال: "قال الله عز وجل فى الحديث القدسى: " أنا عند ظن عبدى بى، وأنا معه إذا ذكرنى، فإن ذكرنى فى نفسه ذكرته فى نفسى ، وإن ذكرنى فى ملأ ذكرته فى ملأ خير منهم، وإن تقرب منى شبراً تقربت إليه ذراعاً، وإن تقرب منى ذراعاً تقربت إليه باعا، وإن أتانى يمشى أتيته هروله"([6]) {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن
رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } (53) سورة الزمر
فهيا أيها المسلم! هيا إلى هذا الفضل العظيم، فوالله لو عرفت فضل التوبة ما تركت التوبة طرفة عين ... وهذا هو عنصرنا الثانى من عناصر اللقاء ..
فضل التوبة: وأعظم فضل للتوبة أنها سبب لمحبة الرب للعبد . هل تدبرت ما ذكرت أيها الكريم الفاضل؟ أقول: إنها سبب لمحبة الرب للعبد ولم أقل التوبة سبب لمحبة العبد للرب، فمن أنت ليحبك الملك؟! قال جل وعلا فى الحديث القدسى الذى رواه الإمام البخارى من حديث أبى هريرة يقول تعالى: " من عادى لى وليا فقد آذنته بالحرب.." " من عادى لى وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلى عبدى بشىء أحب إلى مما أفترضه عليه ، ولا يزال عبدى يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذى يسمع به وبصره الذى يبصر به، ويده التى يبطش لها، ورجله التى يمشى عليها ولئن سألنى لأعطينة ولئن استعاذنى لأعيذنه".. ([7])
ماذا لو أحبك الله؟ اسمع ! يقول النبى كما فى حديث أبى هريرة: "إذا أحب الله عبداً دعا جبريل عليه السلام". " إذا أحب الله عبداً دعا جبريل عليه السلام.
وقال : يا جبريل إنى أحب فلانا فأحببه" وتذكر أنت عند الملك ويذكر أسمك ملك الملوك" إنى أحب فلانا فأحببه، يحبه جبريل ، ثم ينادى جبريل فى أهل السماء، ويقول: يا هل السماء إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم ينادى جبريل فى الأرض، فيوضع له القبول فى الأرض"([8])
حيثما توجه، وضع الله له القبول إذا احبه الله سبحانه، وإذا أبغض الله عبداً دعا جبريل وقال:" يا جبريل إنى أبغض فلانا فأبغضه فيبغضه جبريل وينادى جبريل، لأهل السماء فيبغضه أهل السماء ثم ينادى على أهل الأرض فتوضع له البغضاء فى الأرض" أعاذنى الله وإياكم من البغضاء.
فإن أحبك رب الأرض والسماء سعدت فى الدنيا والآخرة، ولو أحبك مسئول سعدت فى دنياك، فكيف لو احبك من بيده الدنيا والآخرة، سعدت فى الدنيا وسعدت فى الآخرة، أسأل الله أن يجعلنى وإياكم من أهل السعادة فى الدنيا والآخرة.
ثانياً : من فضائل التوبة: أنها سبب لفرح الرب بالعبد .. الله يفرح لا تعطل ولا تكيف ولا تمثل. اسمع ماذا قال أعرف الناس بربه وهو المصطفى كما فى الصحيحين من حديث أنس بن مالك: "لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة، فاتفلتت منه راحلته وعليها طعامه وشرابه فأيس منها، فأتى شجرة فاضطجع فى ظلها وقد أيس من راحلته"([9]) .
المعنى: رجل يركب حماراً أو ناقة أو حصاناً دابة عليها الطعام والشراب ويمشى فى صحراء مقفرة، مهلكة. وفجأة انفلتت الدابة: جرت، فضاع الطعام وضاع الشراب، وضاعت الركوبة التى يركبها فى هذه الصحراء فاستسلم للموت، فرأى شجرة فانطلق إليها ونام فى ظلها ينتظر الموت، لأنه لا يجد طعاماً ولا شراباً ولا ظهراً يركبه. يقول المصطفى : " وبينما هو كذلك إذا به يرى راحلته قائمة عند رأسه وعليها الطعام والشراب".
فتصور معى أخى الحبيب الفرحة العارمة لهذا العبد فقال: "اللهم أنت عبدى وأنا ربك" أخطأ من شدة الفرح .. فرح الله بك إن تبت إليه أعظم من فرح هذا العبد بعودة دابته إليه.
ثالثاً: من فضائل التوبة: أنها سبب لنور القلب ومحو أثر الذنب، يا له من فضل !! التوبة سبب لنور القلب ومحو أثر الذنب، انتبهوا يا شباب! فلينتبه كل مسلم وكل مسلمة، فلا يستغنى عن هذا الموضوع عالم ولا حاكم ولا رجل ولا امرأة ولا شاب ولا شابة كلنا فى حاجة إلى التوبة.
التوبة سبب لنور القلب ومحو أثر الذنب، إن صدقت مع الله فى توبتك طهرك الله بتوبتك من كل ذنب كبر أم صغر كما سأبين لحضراتكم الآن، يقول المصطفى فى الحديث الذى رواه الترمذى والحاكم بسند صحيح من حديث أبى هريرة: " إذا أذنب العبد نكت فى قلبه نكتة سوداء" ([10]) .. إن الذنب
ينكت نكتة سوداء فى القلب، لأن الفتن تعرض على القلوب لا على الأبصار والآذان فحسب.
يقول الحبيب محمد كما فى حديث حذيفة بن اليمان:" تعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير عوداً عوداً، فأى قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء، وأى قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء، حتى تعود القلوب على قلبين. قلب أسود مرباد كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكراً إلا ما اشرب من هواه ([11]) وقلب أبيض لا تضره فتنة ما دامت السموات والأرض.." إذا أذنب المؤمن نكت فى قلبه نكتة سوداء، اسمع! يقول المصطفى : "فإن تاب ونزع واستغفر صقل قلبه" يعود الإيمان والنور إلى القلب مرة ثانية، لأن للإيمان نوراً فى القلب.
أكرر وأقول: إن للإيمان نوراً فى القلب كما قال الحبيب فى حديثه الصحيح الذى رواه أبو نعيم والدارمى من حديث على وصححه الألبانى أن الحبيب النبى قال: "ما من القلوب قلب إلا وله سحابة كسحابة القمر فبينا القمر مضىء إذ علته سحابة فأظلم ، فإذا تجلت عنه اضاء..".
تدبر! كلام النبى النفيس يشرق القمر فى السماء، فتتحرك سحابة كثيفة مظلمة فتحجب السحابة المظلمة نور القمر عن الأرض، فذلك إن تحركت المعاصى على القلب حجبت نور الإيمان فى القلب، فإن انقشعت السحب المظلمة- سحب المعاصى والذنوب بالتوبة والأوبة والاستغفار ، عاد الإيمان فى القلب إلى نوره وإشرافه، كما يقول المصطفى : "إذا أذنب المؤمن نكت فى قلبه نكتة سوداء فإن تاب ونزع واستغفر صقل قلبه فإن زاد – اى من المعاصى والذنوب- زادت" أى زادت بقعة السواد فى القلب، وذلك الران الذى ذكره الله فى قوله : {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ * كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ} (14 ، 15) سورة المطففين فالتوبة أحبتى فى الله سبب لنور القلب ومحو أثر الذنب
.

لاتنسونا من صالح دعائكم

يوليو 06, 2017

معلومات دينية قيمة







من قرأ قول هو الله احد ... فكأنما قرأ ثلث القرآن

 أضع بين يديكم معلومات قيّمه تشمل أمور دينيه و دنيويه ،، آمل أن تتطلعوا عليها كامله فهي تستحق منك لحظات ، و بإذن الله سوف تنال إعجابكم

كل المتعــه و الفائـــده


1- سمي يوم الجمعة بهذا الاسم لاجتماع الناس في الصلاة، وهو اليوم الذي جُمع فيه الخلق وكمل، وهو اليوم الذي يجمع الله فيه الأولين والآخرين للحساب والجزاء.


2- توفي الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وعمره ثلاثة وستون عاماً، وتوفي أبو بكر الصديق وعمره ثلاثة وستون عاماً، وتوفي عمر بن الخطاب وعمره ثلاثة وستون عاماً، وتوفي علي بن أبي طالب وعمره ثلاثة وستون عاماً أيضاً رضي الله عنهم.


3- اشتهر المعتصم العباسي باسم (المثمن) لأن الرقم 8 لعب دوراً هاماً في حياته، فهو ثامن الخلفاء العباسيين، ودامت خلافته ثماني سنوات،وثمانية شهور، وشهد عهده ثماني فتوحات عسكرية، وترك من الأولاد 8 أولاد، 8 بنات، وكانت ولادته عام 108هـ في الشهر الثامن من السنة (شعبان) وتوفي وله من العمر 48 سنة.


4- الصحابي الجليل حسان بن ثابت شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم عاش 120 عاماً وعاش جد أبيه 120 عاماً.


5- بلدة أوغندة هي البلد الوحيدة التي لا يتغير فيها موعد الإفطار في شهر رمضان صيفاً وشتاء& بسبب موقعها على خط الاستواء حيث يتساوى طول الليل والنهار على مدار السنة دون تغير يذكر.


6- تزوجت السيدة أسماء بنت عميس رضي الله عنها بخليفتين من خلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقد تزوجت من أبي بكر الصديق بعد وفاة زوجها الأول (جعفر بن أبي طالب) ثم تزوجت من علي بعد وفاة الصديق & رضي الله عنها فقد تزوجت خليفتين.


7- كلمة دكتور كلمة لاتينية ومعناها مهندس أو معلم، وأول جامعة منحت هذا اللقب هي جامعة بولونية إيطالية حيث منحت لقب دكتور لخريج في القانون..


8- أول ذنب عُصي الله به في السماء هو الحسد (يوم حسد إبليس آدم) وهو أيضاً أول ذنب عُصي الله به في الأرض (يوم حسد ابن آدم أخاه فقتله.


9- الحجر الأسود ليس أسود اللون أصلاً لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح "نزل الحجر الأسود من الجنة أشد بياضاً من اللبن فسودته خطايا ابن آدم".صحيح الترمذي 695


10- البهائم والحيوانات لها ذيول لتواري بها عورتها، ولم يحدث أبداً في عالم الحيوان بما فيه الطيور أن حيواناً قص من ذيله ليبدي ما ووري تحته بحجة الحضارة والمدنية والتقدم والموضة كما تفعل بعض نساء هذا العصر & ولا حول ولا قوة إلا بالله.


11- قراقوش شخصية حقيقية وليست خيالية كما يظن البعض، فقد كان وزيراً في مصر في عهد صلاح الدين الأيوبي واشتهر بالصرامة واسمه بهاء الدين الأسري، وكان وزيراً عادلاً فحنق عليه الصليبيون واستهزءوا به، ثم توارث العوام هذا الاستهزاء عن جهل منهم حتى أصبح مثلاً يضرب للظلم على عكس الصحيح.


12- من أبرز مظاهر الاحتفال بشهر رمضان في بعض الدول العربية مدفع الإفطار، وهذه العادة كانت من غير قصد أو ترتيب& ففي سنة 859هـ أهدي إلى الوالي (خوشقدم) مدفع فأمر بتجريبه، وصادفت التجربة موعد غروب الشمس في أول يوم من أيام رمضان، فظن الناس أن هذا إيذان لهم بالإفطار، وفي اليوم التالي توجه مشايخ الحارات إلى الوالي بهذا وأمر بإطلاق المدفع عند غروب الشمس كل يوم من أيام رمضان واستمر الحال على هذا المنوال حتى يومنا هذا.


13- هناك 4 رجال رزق كل منهم 100 ولد وهم: أنس بن مالك - عبد الله بن عمرو الليثي- خليفة السعدي- جعفر بن سليمان الهاشمي.


14- سميت بلاد الشام بهذا الاسم نسبة إلى سام بن نوح عليه السلام حيث استقر بهذه المنطقة، وأطلق عليها بلاد سام باللغة السريانية، وفي اللغة العربية تنطق السين السريانية شيناً.


15-لأوراق الطماطم خاصية عجيبة في طرد البعوض، إذ يكفي وضعها في غرفة ما ليهرب البعوض منها، وكذا بقية الحشرات، كما أن آلام لدغ الحشرات والتهاب المفاصل تزول بسهولة بإذن الله بدلك مكان اللدغ بأوراق الطماطم.


16- أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة رجال هم ك جعفر بن أبي طالب (ابن عم رسول الله) وأبو سفيان بن الحارث ابن عبد المطلب (ابن عم الرسول وأخوه من الرضاعة) وقثم بن العباس (ابن عم الرسول) والسائب بن عبيد بن عبد مناف (جد الشافعي) والحسن بن علي بن أبي طالب وهو أشد الخمسة شبها برسول الله صلى الله عليه وسلم.


17- أطلق على الصحابي الجليل جندب بن جنادة اسم (أبو ذر) لأنه كان إذا لقي في طريقه ذراً حملها ورفعها عن الطريق.


18- عدد الذين حملوا اسم "محمد" قبل النبي صلى الله عليه وسلم 8 أشخاص وقد أدرك أحدهم الإسلام فأسلم وهو محمد بن سلمة.


19- تسمى القصص الأسطورية وغير المعقولة والتي يصعب تصديقها تسمى (قصص خرافية) وذلك نسبة إلى رجل اسمه خرافة من بني عذرة أدعى أن الجن خطفته وبقي عندهم فترة من الزمن ثم عاد إلى قومه يروي لهم مغامراته مع الجن وكان يصعب تصديقها لغرابتها وبعدها عن المعقول.


20- المولود الوحيد الذي ولد داخل الكعبة هو حكيم بن حزام، والآية الوحيدة التي نزلت في جوف الكعبة هي: (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا & ) [النساء: 58].


21- أكبر جزء من فيتامينات الفاكهة يوجد في قشرها، ولذلك ينبغي أن نأكلها بقشرها كلما استطعنا ذلك.


22- ليست جهنم -أعاذنا الله منها- حمراء كما يعتقد البعض بل هي سوداء، لأن الله أوقد عليها ألف سنة حتى احمرت، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى ابيضت، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى اسودت، فهي سوداء كقطع الليل المظلم لا يضيء لهيبها..


23- الوحيد الذي أقسم الله بحياته في القرآن الكريم هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: (لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ ) [الحجر :72]. يقول ابن عباس: ما خلق الله وما ذرأ وما برأ نفساً أكرم على الله من محمد صلى الله عليه وسلم، وما سمعت الله أقسم بحياة أحد غيره.


24- هناك صحابيان عاش كل واحد منهما 60 سنة في الجاهلية، 60 سنة في الإسلام وماتا بالمدينة عام 54هـ وهما حكيم بن حزام وحسان بن ثابت.


25- هناك 4 لم تحمل بهم أنثى وهم: آدم - حواء - كبش فداء إسماعيل - وناقة صالح (حيث خرجت من الصخرة).



الأربعاء، 5 يوليو 2017

يوليو 05, 2017

قصة ادم عليه السلام






قصص الانبياء

بسم الله الرحمن الرحيم أيها الإخوة والأخوات السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أهلا وسهلا بكم في أول حلقات قصص الأنبياء ولِمَ إخترنا الأنبياء لأنهم خير البشر خير من مشى على الأرض إنهم الناس الذين إصطفاهم الرب عز وجل لخير البشرية ضلت الأمم لولا أولئك الرسل مبشرين ومنذرين لِمَ قصصهم لأنها أحسن القصص قال الرب عز وجل { نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ القَصَصِ } الناس في هذه الأيام ربما يتأثرون بقصص البشر ربما يتابعون بعض الأفلام الخيالية فيبكون منها أو يخافون منها أو يتأثرون بها أو يقتدون بأبطالها أما نحن فنتكلم عن أفضل القصص نتكلم عن خير البشر الذين يجب أن نقتدي بهم لا نجاة في الأرض إلابالإقتداء بهم { نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ } نتكلم عن أحسن القصص بتفاصيلها التي جاءت بالقرءان والسنة الصحيحة وما لم يُعارضها من أخبار الأمم السابقة نتكلم عنها بالتفصيل ونستفيد منها الإيمان الحِكَم العِبَر{ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }هناك من الغرائب هناك من المعجزات من يقرأء قصصهم فإنه يصبر على الدين ويثبت عليه ولا يضره عدوا للإيمان كائنا من كان من عانده من حاربه من سَبَّهُ من شتمه وهو يقرأ قصص الأنبياء فإنه لايبالي إنها قصص الأنبياء في قصصهم عبرة لأولي الالباب سوف تمر علينا حكايات وقصص وَعِبَر فيها البلاء فيها يدعو النبي فيستجيب الرب عز وجل له نرى كيف أن الأمم كانت تحارب الأنبياء والرسل كيف يرسل الله عز وجل الرسل كثرى ما من أمة خلى فيها نذير ما من أمة إلا وأرسل الله عز وجل إليها رسولا أو نبيا نقرأ هذه القصص نتعلم منها الحِكَم وَالعِبَر نبدأ وإياكم قصص الأنبياء.


قصص الأنبياء قصة بداية الخلق ثم خلق آدم عليه السلام


قبل أن نبدأ بقصص الأنبياء لابد أن نتكلم عن الخلق كيف بدأ كان الله عز وجل ولم يكن معه شيء فهو الاول جل وعلا أول شيء خلقه الرب عز وجل العرش أول المخلوقات ثم بعده بزمن خلق الله عز وجل القلم فتكلم القلم قال الله عز وجل له أكتب قال ما أكتب ما الذي أكتبه يارب قال الله عز وجل له أكتب ما كان وما يكون إلى أن تقوم الساعة كل شيء أكتبه إن كل شيء خلقناه بقدر كل شيء كتبه الرب عز وجل قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة ثم بعد القلم بخمسين ألف عام أذِنَ الله عز وجل أن يخلق السموات السبع والأرضين والجبال والانهار وما فيها

خلق الله السموات والأرض في ستة أيام وبعد أن خلق الرب عز وجل السموات والأرض والجبال والبحار وخلق الله عز وجل الشمس والقمر والكواكب والنجوم وزين السماء بها خلق الله عز وجل خلقا على الأرض سَمَّاهُم الجن وكان الجن قوما مُفسدون في الأرض يسفكون الدماء ويُفسدون في الأرض حتى أن الملائكة كانت تأتي وتُبْعدهم وكانت تأتي وتعاقبهم وكانت تحبسهم أحيانا في بعض الجزر في البحار ثم بعد الجن أذن الله عز وجل أن يخلق خلقا جديدا { وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً }الملائكة تريد أن تسأل هل هذا الخلق الجديد سيكون مثل الجن في إفساده وسفكه للدماء وفي تدميره لهذه الأرض { قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ ونَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ } يارب إذا أردت خلقا يعبدك فنحن نعبدك يا رب لِمَ تخلق خلقا يفعل كما فعلت الجن قال الله عز وجل يرد على سؤال الملائكة { قَالَ إنِّي أعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } لم تكن الملائكة تعلم أن من هذا الخلق الجديد سيكون أنبياء وشهداء وصالحون وصِدِّيقون وأحباب للرحمان جل وعلا إنه خلق جديد.

 لَمّا أراد الله عز وجل أن يخلق آدم عليه السلام أمر ملكا من الملائكة أن يذهب إلى تراب الأرض فيأخذ من كل تراب الأرض شيئا فجُمِع هذا التراب وكان التراب منه الأبيض والأسود والأحمر والأصفر فصار منه بنو آدم إختلفت ألوانهم واختلفت طِباعهم فصار منهم الأبيض والأسود والأحمر والأصفر وصار منهم السهل ومنهم الصعب ومنهم الطيب ومنهم الخبيث فخُلِق آدم من تراب في يوم جمعة ثم بُلِّل بالماء فصار طينا وضل على هذه الحال زمنا ثم إزداد تماسكه فصار طينا " لاَزِباً " ثم تغيرت رائحته فصار طينا " مَسْنُوناً " ثم بعد زمن صار كا الفخار الاجوف هكذا خُلِقَ آدم عليه السلام

ضل زمنا على هذه الحال { وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان مِن سلالة مِّن طِينٍ } هذا التراب الذي نَدُسُواْ عليه إنه أصل خلقنا خُلِقَ الانسان من تراب ثم صار طينا { وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُون } هذا خلق آدم عليه السلام قال الرب عز وجل { فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ } هذا أصل خلق آدم لَمّاَ خُلِقَ على هذا الحال ولم يُنفخ فيه الروح ضل سنوات على هذا الحال فكانت الملائكة تترقبه وَتَتَوَجَّسُ خِيفةً ما هذا المخلوق وكيف سيكون بل إن إبليس بنفسه كان يَحُومُ حوله ويدخل في جوفه ثم يخرج وينظر إليه ويتخوف منه ويحسده ويقول للملائكة لا عليكم إنه أجوف وإن ربكم ليس بأجوف لئِنْ سُلِّطْتُ عليه لأهْلِكَنَّهُ إن إبليس يتحدى والملائكة تترقب والله يأمر إذا نُفِخَ فيه الروح فقعوا له ساجدين كيف سَيُنفخ فيه الروح وماذا سيحصل لآدَمْ عليه السلام إذا نُفِخَ فيه من الروح.

 بدأت لحظة عظيمة تاريخ جديد للبشر بل هو بداية تاريخ البشر بدأت لحظة النفخ في الروح لآدَمْ عليه السلام كل من في الملاء الأعلى ينتظر إنها لحظات عظيمة إنه إحتفال رهيب وموقف عظيم لحظات مشهودة بدأت الروح تسري في رأس آدم عليه السلام بدأ ينظر فتح عينيه يلتفت يمنة ويسرة ماذا ينظر إنها الجنة إنها ثِمَارُها إنها أشجارها وأنهارها وصلت الروح إلى أنف آدم فَعَطَسْ فقالت الملائكة يا آدم قل الحمد لله فقال الحمد لله فقال الرب عز وجل يرحمك ربك نزلت الروح إلى جوف آدم عليه السلام إشتهى ثِمار الجنة إشتهى الاكل منها فإذا بِآدم عليه السلام يَسِبُ وَثْبَةً والروح ما وصلت إلى قدميه يريد أن يصل إلى ثمار الجنة عجلان { خُلِقَ الإنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ } خُلِق الانسان من عجل فلما إكتملت الروح في آدم عليه السلام وبدأ يمشي والملائكة تنظر والكل يترقب

قال الرب عز وجل يا آدم أنظر إلى أولئك النفر من الملائكة إذهب إليهم فقل السلام عليكم فمشى آدم ووصل إلى الملائكة فقال السلام عليكم فردت الملائكة قائلة وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته إستأنست الملائكة بِآدم عليه السلام يَالَهَا من لحظات إنها بداية تاريخ البشر إستأنس آدم واستأنست الملائكة فقال الرب عز وجل يا آدم إنها تَحِيَّتُكَ وتحية ذريتك من بعدك فمسح الرب عز وجل على ظهر آدم فنزلت كل ذريته من آدم إلى أن تقوم الساعة تخيلوا كم هي ذرية آدم من خلقه إلى أن تقوم الساعة كم هي المليارات التي نزلت أرواحها أنا وأنت وأنتِ وكل من نسمع نزلنا في ذلك اليوم أهل الجنة وأهل النار نظر إليهم آدم عليه السلام فقررهم الرب عزوجل يخاطب كل ذرية آدم عليه السلام

يقول لها ألست بربكم فقال كل البشر بلى نشهد على هذا فقال الرب عز وجل لهم لا تأتوا يوم القيامة لتقولوا إن كنا عن هذا غافلين إنه الفطرة المركوزة في القلوب { وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ } فِطرة في القلوب لا تُنكرها يوم القيامة لما إستوى خلق آدم الان جاء تنفيذ الامر أي أمر إذا نفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين فإذا الملائكة كلها كل من في السماء كل الملاء الأعلى كل الملائكة على رأسهم جبريل كلهم سجدوا لآدم إحتراما له تكريما لهذا المخلوق واستجابة لأمر الله عز وجل

{ فَسَجَدَ الْمَلآئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ } تخيلوا هذا المنظر تخيلوا هذا المشهد { فَسَجَدَ الْمَلآئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ } إلا مخلوق واحد مخلوق غريب وحقير لم يكن من الملائكة جعله الله عز وجل معهم ضل قائما ضل مُستويا ينظر إلى من حوله ينظر إلى الملائكة ساجدين إلا هو ضل قائما بكبر وحقد وحسد سأله الرب عز وجل وهو أعلم به يا إبليس { مَا لَكَ أَلاَّ تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ } وربنا أعلم به أنظروا إلى الاجابة الوقحة { قَالَ لَمْ أَكُنْ لأَسْجُدَ لِبَشَرٍ } أنا أسجد لهذا المخلوق { قَالَ لَمْ أَكُنْ لأسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ } أنا المخلوق من نار أسجد لمن خُلِق من طين إنه الكبر إنه الكبر قبحه الله ماذا يفعل بأصحابه أول معصية عُصِيَ الله بها في السماء ممن من إبليس الذي رفعه الرب وجعله في الملاء الأعلى فرد الرب عز وجل على إبليس { قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ وإنَّ عليكَ اللعنةَ إلى يومِ الدِّينِ } أخرج من أي شيء إبليس لعنه الله رفعه الرب عز وجل مع الملائكة وهو ليس من الملائكة هو من الجن رفعه الرب عز وجل وأعلا من شأنه وجعله مع الملائكة لكنه لَمَّا أبَّى لمَّا إستكبر وأنظروا إلى موقفه وكل الملائكة سجدوا إلا هو قائم ويعترف بكبره ويعترف بحسده قال أنا خير منه

{ قَالَ أنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ } فإذا بربنا عز وجل يطرده من الملاء الأعلى يطرده من هذه المكانة العالية التي كان فيها إبليس كُرِّمَ لسنوات عديدة ولزمن طويل حتى جعله الله عز وجل يعيش مع الملائكة لكنه الان يطرد منها { قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ } أمر واحد لم يستجب فيه إبليس لربه عز وجل حَلَّتْ عليه اللعنة إلى متى إلى يوم القيامة أمر واحد جعلت اللعنة تُصيب صاحبها لما خالفها ما بالكم بمن يعصي الله عز وجل كل يوم وكل ليلة جِهارا نهارا مستكبرا معاندا لُعِنَ إبليس وطُرِدَ من الملاء الأعلى واُنزِلَ من هذه المكانة لأنه يستحق هذه المنزلة لِكِبْرِهِ وَحَسَدِهِ.

 بعد أن طرد الله إبليس من الملكوت الأعلى ولعنه لم يطلب هذا اللعين الخبيث من ربه الصفحة ولا العفو ولا المغفرة لو طلبها من ربه وندم لقبلها الله عز وجل منه لو تاب لتاب الله عليه لكنه لم يطلب العفو ولا الصفحة ولا ندم على فعله إنما طلب أمرا آخر ما ذا طلب { قالَ رَبِّي أنْظِرْنِي } أخِّرْنِي يارب لِمَ وإلى متى قال { قالَ رَبِّي أنْظِرْنِي إلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ } أخرني يا رب ليس إلى النفخة الأولى بل إلى النفخة الثانية إلى يوم البعث أخِّرني يارب طَوِّلْ عُمُرِي هو يؤمن بربه ويؤمن بيوم البعث ويؤمن بالجنة والنار لكنه إستكبر لكنه تَكَبَّرَ على أمر الله عز وجل

فاستجاب الله له مع أنه كافر مع أنه لَعِين وأعطاه الله ما أراد { قالَ إنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ } أعطاه الله الانظار والامهال والتأخير فهو يعيش إلى النفخة الثانية ثم بعدها قال لربه رب لِمَ أخرتني ماذا سوف أفعل لآدم وذريته قال يارب { ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ } لِمَ لم يقل من فوقهم لأنه يعلم أن الله فوقهم { ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ } قال الله عز وجل أخرج منها مَذؤُماً مدحورا لَمَن تبعك منهم أي واحد من الانس يتبعك يإبليس لأملأن جهنم منكم أجمعين لأملأن جهنم منك يإبليس وممن إتبعك من بني آدم أجمعين

وأعطاه الله عزل وجل ذرية في الأرض وأعطاه الله عز وجل ذرية من الشياطين كلهم تَبَعٌ لإبليس فهو يملك جيشا عظيما من الشياطين كلها لحرب آدم وبنيه { وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا } إبليس الذي لُعِن وطُرِد من الملكوت الأعلى هذا المخلوق يتحدى ربه أنه يَغُرُّ بني آدم وأنه يصرفهم عن طاعة الله عز وجل ويزين لهم المعاصي ويحرفهم عن طاعة الله جل وعلا والله عز وجل لمّا قال إبليس له هذا الكلام قال رب بعزتك وجلالك لأضلنهم رَدَّ الله عز وجل على إبليس قال يا إبليس وعزتي وجلالي لأغفرن لهم ما إستغفروني.

 أما آدم عليه السلام فقد أدخله الله عز وجل الجنة يأكل من ثمارها ويشرب من انهارها ويستظل بظلالها إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى وأنك لا تضمأ فيها ولا تضحى أي نعيم هذا الذي يعيش فيه آدم عليه السلام مع كل هذا النعيم إلا أن آدم عليه السلام قد أستوحش وجاءه بعض الهم كيف أعيش في هذا النعيم لوحدي نام آدم عليه السلام نومة فلما إستيقظ رأى إمرأة عنده من أنت أنا إمرأة من الذي جاء بك خلقني الله عز وجل ولِم خلقك خلقني لِتَسْكُنَ إلي { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَة } آدم { وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا }

سألت الملائكة آدم عليه السلام قالت يا آدم ما إسمها تريد أن تختبره هل يعلم الاسماء كلها أم لا يا آدم ما إسمها قال آدم عليه السلام إنها حواء قالت الملائكة ولِمَ حواء قالت لأنها خُلِقَتْ من شيء حي فقد خُلِقَتْ حواء من ضِلْعِ آدم عليه السلام إنه يتنعم الآن مع حواء مع تلك الزوجة في هذه الجنة الانهار الاشجار الثِمار النعيم ما أحلى هذه الجنة التي يسكن فيها آدم وزوجته حواء { وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الجَنَّةَ فَكُلا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا } كل شيء لكما حلال في هذه الجنة أنهارها ثِمارها خيرتها ظلالها كل شيء حلال إلا أمر واحد وما هو أرأيت هذه الشجرة لا تقتربا منها إياكما والاقتراب منها { وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ }

لم ينهما الله عز وجل عن الاكل بل قال لا تقربا منها أما الاكل فهو أعظم من مجرد القرب من هذه الشجرة ويا آدم أنت وحواء إحذرا من شخص ثالث سيعيش بينكما هو العدو الذي توعد أن يُخرجكما من هذه الجنة سيوسوس ويمكر ويغري ويُغِرُّكُمَا فإياك وزوجتك أن تصدق كلامه ويا آدم { إنَّ هَذاَ عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلاَ يُخْرِجَّنَّكُمَا مِنَّ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى } إعلم يا آدم أن المعركة صعبة وأن هذا العدو هذه جولته الأولى وسوف يحرص على أن تأكل هذه الشجرة فإياك وزوجتك أن تقربا من هذه الشجرة هل سيقتنع آدم عليه السلام بأمر الله عز وجل ويقنع بالجنة ويترك هذ الشجرة أم أنه سيسقط بحبل هذا الشيطان وإبليس ويقع بمكره ويأكل من هذه الشجرة

كيف سيوسوس إبليس لِآدَمَ عليه السلام كيف سَيُغَرّرُ بحواء زوجة آدم ماهي الجولة الأولى وما أحداثُهَا ومن الذي سيحدث بعدها هذا ما سوف نعلمه إن شاء الله في الحلقة المقبلة أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لاتنسونا من صالح دعائكم